بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
مقدمة عن الشيخ نور الدين رضي الله عنه
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً وبعد :
قال سفيان بن عيينة (عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة ) وذكر الصالحين وسيرهم فيه منفعة للنفس حيث تتأثر بأحوالهم وتطمح أن ترقى لمقاماتهم . وتعرج إلى منازلهم . وفي ذكر الصالحين وسيرهم كبح للنفس الأمارة بالسوء عن شهواتها وملذاتها . وذكر الصالحين فيه علاج للعجب والغرور. حيث أن النفس تصاب بهذين المرضين عند كثرة العبادة وشدة الالتزام . فلما يمر عليها ذكر الصالحين وأحوالهم . فإن النفس تصغر وتتضاءل بأحوالهم حيث تصغر بعين صاحبها . عندما ترى العجب العجاب من أحوالهم . وترى العظيم من عبادتهم . فيغلق دونها كل باب للعجب والغرور . وتسعى جاهدة للحاق بركبهم . وللسير في صحبتهم . لذا كان لابد لكل سالك أن يجعل لنفسه ورداً من قراءة سير الصالحين والعارفين بالله.
ومن الصالحين الذين تسر النفس بسيرتهم وتطرب الأسماع لذكرهم هو احد كبار شيوخ الطريقة القادرية العلية . الذين جددوها . ونشروها . وبينوا أصولها وقواعدها . وخصالها
وهو سيدي العارف بالله الشيخ نور الدين البريفكاني القادري الحسيني . الذي يلقب بالجيلاني الثاني والقطب الرباني . وهو من مشايخ الطريقة القادرية في العراق . من قضاء الموصل وكان رضي الله عنه من كبار الأولياء والعارفين ومن كبار العلماء العاملين وله آثار كثيرة جداً ومؤلفات كبيرة من أشهرها ( شرح الحكم العطائية ) المسمى بـتلخيص الحكم وهذا الكتاب من الكتب العظيمة بل هو من أفضل ما ألف في شرح الحكم والعجيب أن شرح الحكم يحتاج إلى الشرح حيث قام رضي الله عنه وأرضاه بشرح الحكم بأبيات من الشعر . وهو شعر عظيم .
وكان الشيخ رضي الله عنه له ديوان بالعربية وديوان بالفارسية وديوان بالكردية وكل أشعاره حكم ومواعظ . والشيخ رضي الله عنه من مشايخ طريقتنا القادرية وكثيراً ما ننقل عنه ونذكره وقد تسائل الكثير عن هذا الشيخ الكبير يريدون أن يتعرفوا عليه . فرحت أسعى جاهداً بالبحث في كل مكان وفي المكاتب عن شيء يتعلق بالشيخ رضي الله عنه حتى أكرمني الله تعالى بالعثور على هذا الكتاب العظيم ( شرح الحكم ) ووجدت في مقدمته ترجمة للشيخ رضي الله عنه وهي ترجمة مختصرة ولكن فيها الخير والبركة .
وللشيخ رضي الله عنه أكثر من خمس وثلاثون مؤلف للشيخ نور الدين أكثرها تم نقله في أيام الاحتلال البريطاني وفي زمن الخلافة العثمانية ، وهي مؤلفات عظيمة النفع عن التصوف والفلسفة الإسلامية والبعض منها التي بقيت في العراق قام بعض المتطرفين المتشددين من أدعياء السلفية بجمعها وشراءها ثم حرقها لكي لا يطلع عليها احد فإنا لله وإليه راجعون .
وسنشرع إن شاء الله تعالى بذكر ما عثرنا ووفقنا له من ترجمة الشيخ نور الدين البريفكاني القادري الحسيني رضي الله عنه ونفعنا ببركته وأمدنا بمدده