بسم الله الرحمان الرحيم
كتاب الحضور الصوفي في زمن العولمة
لمؤلفه الشريف العفيف السيد مولاي منير القادري البوتشيشي رضي الله تعالى عنه وأرضاه
يقول سيدي منير في مؤلفه هذا : أمام انحرافات العولمة وسلبياتها أين يجد الإنسان الموقع الآمن والملاذ الحصين ليضمن نجاته وسلامته؟؟ ألا يمكن اعتبار التصوف ذلك الحصن الآمن وباب تلك النجاة والسلامة؟؟ لما يحمله من نفائس نورانية تجعله يتجاوز التراثي الفولكلوري والحضور الصوري والشكلي إلى حضور أساسي وجوهري ومتميز وكفيل بحل مشاكل المجتمع
وإعطائه نفسا جديدا من أجل التخليق والفعالية والمساهمة في التنمية وتحقيق التوازن سواء بالنسبة للفرد أو المجتمع ومده بقواعد المعاملة بين الإنسان وربه وبين الإنسان وأخيه الإنسان حتى يتشبع بالقيم الإسلامية والأخلاق الفاضلة. وينجو من براثن الطغيان المادي والفراغ الروحي الذي تسبب في حدوث الخلل والإختلال فأصبح الإنسان في اضطراب نفسي وقلق مستمر وتعب لا منتهي وفقد بذلك سعادته وكثرت عدوانيته فصار إنسانا مستهلكا لا يراعي إلا المصلحة الشخصية على حساب المنفعة العامة.
إن الإهتمام بالجانب الروحي هو الكفيل بالإجابة على كثير من الإشكالات وحل كثير من المعوقات
ثم يقول رضي الله عنه وارضاه في مداخلة له تحت عنوان هل نحن في حاجة اللى التصوف ؟ بنفس كتابه " الحضور الصوفي في زمن العولمة حيث يقول : لقد أفلست القوى المادية وشعرت بقصورها عن تحقيق السعادة للناس وافلست معها كل المداهب والفلسفات في الغرب فكرا وتطبيقا روحيا وإنسانيا علاجا وحلا.
إن الـجاه المادي الذي يسيطر على العالم اليوم ويدفعه إلى التسابق المجنون في شتى ميادين الصراع يحتاج إلى قوة تكبح جماحه وتوقفه عند حدوده وتخلق توازنا بين الخير والشر.ولذلك يهرع الناس الى رحاب الروحانية الاسلامية فيجدون فيها الامان من جبروت المادة والسكينة التي تبدد ما يساورهم من شكوك واوهام بل يعثرون فيها على ذواتهم التي استهدفتها الفتن من كل صوب وحدب.
وفي ظل هذه الروحانية يترعرع التصوفويتجددلانه هو لب الروحانية الاسلامية وجوهرها ولانه به يتحقق كمال الدين وتمامه. فالصوفي من صفا قلبه من الشوائب وكبح نفسه عن جميع الشهوات والغرائز وتطهر باطنه من التعلق بالخلق الى سرور الحق ومن تفتحت بصيرته لاهدى واليقين تغفو عيناه ولا يفغل قلبه شيمته التقوى التي تصل القلوب بالله.
من هنا تاتي حتمية تواصلنا مع التصوف لان الاسلامدين التوازن بين المادة والروح بين الدنيا وتلاخرة قال تعالى " وابتغ فيما اتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك" صدق الله العظيم
فهو ينهى الناس حين ياخذون نصيبه من الدنيا ان يتهالكوا عليها او ينشغلوا بها عن رسالتهم في هاته الحياة الزائلة لذلك رفعهم الى الحياة الروحية التعبدية ليرتفع الناس بذلك من الحياة الدوابية الى مرتبة التكريم والإستخلاف
مقتطف من كتاب الحضور الصوفي في زمن العولمة لمؤلف الدكتور سيدي منير القادري البوتشيشي
طبعة 2004
خالد الفنون
الرباط - المملكة المغربية الشريفة
hamzafounoun@hotmail.fr