بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحبه ربنا ويرضاه
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه قصة وعبرة
قصة يوسف وكرسف يقال كان على عهد بني إسرائيل ما ينص على أن كل من عصم نفسه عن ارتكاب الكبائر أربعين سنة وصام وأدى الصلوات في أوقاتها ولم يؤذ أحدا تقضى له من لدن الله عز وجل ثلاث حاجات يجاب فيها لأي شيء يطلبه وكان في ذلك العهد رجل تقي خير من بني إسرائيل اسمه يوسف وكانت له زوج مثله تقية مستورة اسمها كرسف فكر يوسف هذا الذي سلخ أربعين سنة من عمره على وتيرة واحدة في طاعة الله وعبادته وقال في نفسه مرة والان ما الشيء الذي أسأله الله عز وجل علي أن أتدبر الأمر مع شخص اخر ليكون ما أطلبه على أحسن ما يرام وأجال فكره غير أنه لم يهتد إلى الشخص المناسب ولما دخل بيته ووقعت عيناه على زوجه قال في نفسه ليس أحب إلي في الدنيا كلها من زوجي فهي نصفي الاخر وأم أولادي خيري خيرها وهي أحب لي من الخلق جميعا إنه لصواب أن أفضي إليها بالأمر لنتدبره معا ثم قال لامراته اعلمي أنني سلخت أربعين سنة من عمري في الطاعة تقضى لي بها أي ثلاث حاجات أطلبها وليس في العالم أجمع من هو أحب خيرا لي منك فماذا تقولين ماذا أطلب إلى الله عز و جل قالت المرأة إنك تعلم بأن ليس لي في هذه الحياة سواك وانك قرة عيني ان النساء نزهة الرجال ومغناهم فلكي ينشرح قلبك لرؤيتي دائما وتعيش سعيدا معي اسأل الله تعالى أن يهبني أن زوجك جمالا لم يهبه أية امرأة أخرى حتى إذا ما رأيتني كلما دخلت علي بذاك الحسن والجمال يغتبط قلبك ونعيش سعداء مرحين ما حيينا وأعجب الرجل كلام امرأته فدعا الله وقال يا رب هب امرأتي هذه حسنا وجمالا لما تهبه امرأة غيرها فاستجاب الله تعالى دعاء يوسف وأصبحت امرأته في اليوم التالي غير تلك التي باتت ليلة امس إذ غدت بضورة لم ير الناس لها مثيلا قط لما راها يوسف على هذه الصورة من الجمال أصابه ذهول وحيرة وكاد يخرج من جلده فرحا وأخذت المرأة تزداد جمالا وحسنا يوما بعد يوم لقد بلغ حسنها في أسبوع واحد حدا بهرت فيه الناظرين إذ لم يستطع أي ناظر إليها أن يديم فيها النظر لقد كانت أحسن ألف مرة من الشمس والقمر وأجمل من الحور والملائك وألطف وشاع خبر جمالها في العالم فأخذت النساء تفد من المدن والأرياف والأماكن النائية لرؤيتها وتتناقل أخبارها بتعجب شديد وذات يوم نظرت المرأة إلى نفسها في المراة ورأت ما هي عليه من جمال تام وراحت تسرح النظر في تصوير وجهها وشعرها وشفتيها واسنانها وعينيها وحاجبيها فانتابها عجب وكبرياء وطغت عليها نوبة من غرور وقالت أنى بمثلي اليوم في العالم كله ومن ذا الذي له ما لي من حسن وجمال ماذا ينقصني حتى أكون لهذا الرجل الذي لا يأكل سوى خبز الشعير حتى هذا الخبز لا يشبع منه شبعا كاملا والذي لا يلوي من نعم الدنيا على شيء بل يقضي العمر في شغف وضنك إنني بملوك الأرض وأكاسرتها أليق فهم سيأخذونني مزينة بالذهب إذا ما رأوني ودب الهوس في نفس المرأة وأخذت تلعب برأسها التمنيات فشرعت في العناد والعصيان واللجاجة والمشاجرة والنزاع وسقط الكلام وبذيئه وسوء التصرف وشرعت تردد على مسامع زوجها في كل ان أنى لي أن أكون لك وأنت لا تجد ما يشبعك من خبز الشعير لقد كان لها من يوسف ثلاثة أو اربعة أطفال عزفت عن الاعتناء بهم وانصرفت عن غسلهم وإطعامهم وتنويمهم ووصل عدم التوافق والتفاهم بينهما حدا خيم فيه الضجر والملل على يوسف وأضحى حيران عاجزا جدا لا حول له ولا قوة لكنه اتجه صوب السماء وقال يا رب صير هذه المرأة دبة فاستجاب الله سبحانه وتعالى له وصيرها دبة في الحال نكالا بها ولم يعد لها من شغل يومي والماء يسيل من عينيها سوى الطواف حول البيت وعدم الأبتعاد عنه أما يوسف فقد أضنته تربية الأطفال الصغار والعناية بهم وغسلهم وإطعامهم وتنويمهم وتخلف في طاعة الله عز وجل وعبادته إياه فلم يعد يؤدي حتى الصلاة في أوقاتها وأعيته الحيلة والعجز فاتجه إلى السماء مضطرا ورفع يديه وقال يا رب أعد هذه الدبة امراة كما كانت وألهمها الهداية بأن تعتني بتربية هؤلاء الأطفال الصغار وتهتم بهم كما كانت عليه من قبل لكي يتسنى لي أن أتفرغ لعبادتك ربي الكريم من جديد وفي الحال أعيدت الدبة امرأة كما كانت فانصرفت إلى الإهتمام بأطفالها والاعتناء بهم ولم تتذكر هذه الحال قط وخيل إليها أن ما حدث لم يكن سوى رؤيا رأتها في منامها أما عبادة يوسف أربعين سنة فذهبت هباء منثورا وحبطت بهوى المرأة وتدبيرها وغدت هذه الحكاية مثلا في العالم لئلا يطيع أحد أمرا لامرأة بعد