أهمية الإذن في الأوراد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
اعلم أخي الكريم أن طريق التصوف قائم على الإرشاد والتوجيه والتربية من قبل الشيخ والطاعة والالتزام والأدب من قبل المريد فهي مسألة مشتركة بينهما والتوفيق من الله لكل منهما ولما كان التصوف قائم على الإرشاد فينبغي للمريد والسالك أن لا يخوض في أمر ولا يتقدم خطوة إلا بإشراف الشيخ المرشد الكامل الذي توفرت فيه شروط المشيخة الكاملة ومن أهمها العلم بأحوال النفوس وسيرها فيكون الشيخ عالم بما ينفع المريد وبما يضره فكان لا بد للمريد من استئذان الشيخ في كل ورد يعمل به.
فجرت العادة عند أهل الطريق أن تكون كل أعمال المريد بإشراف الشيخ وإرشاده فلو سلك المريد الطريق كما يشاء لما عاد هناك ضرورة للشيخ والنتيجة هي تخبط المريد في الطريق إلا أن يتولاه الله برحمته.
وكم رأينا مريدين تاهوا وضاعوا نتيجة سلوكهم الفردي دون إرشاد وليس معنا هذا أنه لا يجوز للإنسان أن يسير إلى الله ولا يعمل بالأوراد إلا عن طرق شيخ فهذا غلط وليس صحيح لكن يخشى على الذي يسير بدون شيخ من الضياع والعلم إنما هو بالتعلم وكما قيل من جعل شيخه كتابه كان خطأه أكثر من صوابه.
ونحن نجد الكثير من الأوراد في كثير من الكتب فلو قرأ المريد كلما وجد في الكتب لوقع في دوامة كبيرة وأحب العمال أدومها وإن قلت. والنتيجة إن الذي جاءنا عن مشايخنا أن الأوراد تحتاج إلى إذن لقراءتها وليست كلها ولكن بعضها التي هي من أساسيات أوراد الطريقة.
والأمر الأخير أن الحقيقة عندما تقرأ ورداً وأنت مجاز فيه يختلف اختلافاً جذرياً عن قراءته بدون إذن والسبب في هذا هو أنك عندما تقرأ الدعاء السيفي أو غيره من الأدعية وأنت مجازٌ بقراءته من شيخ يتصل سنده بسيدنا علي كرم الله وجهه الذي ينسب إليه الدعاء أعتقد أن الأمر سيختلف بالنسبة لشعورك بالروحانية .....
والإذن نوعان إذن في القراءة و إذن في القراءة وإعطاءه لغيره ممن يريد قراءته
الفقير مخلف بن يحيى العلي الحذيفي القادري